السبت، 18 يونيو 2011

(( أحاديث المساء ---

(( أحاديث المساء ---

على حافة شرفتى القرمزية
جلست وحيدة ---
الى فنجان قهونى
تداعبنى رائحة البن
و تتسلل الي نكهة الكلمات
تصافحنى وحدتى
و يهمس الي فنجانى :
الى متى تخاطبين " نفسك " كالمجانين ؟
ألم " من وحدتك " تسأمين ؟
و هل " جنونك " قادك الى وحدتك ؟
أم " الوحدة " هى من قادتك للجنون ؟
و فى كل مساء تراودنى عذاباتى
تحثنى على اختصار كل المسافات
و الذهاب رأسا الى عمق آهاتى
و نثر أوجاعى فوق طعم القهوة
و افتراش النجوم جبين القمر
و اكتشاف  أسرار كل البشر
و قراءتها من خلال فنجانى
فنجمت كثيراااا ----
و امتنعت عن كتابة الاشعار
و لوهلة اعتقدت أننى أهذى
و عندما تيقنت أنى خارج نطاق الهذيان
تملكتنى الرغبة فى فرض نفسى على الأحزان
الى متى يا قلبى تقرأ ما تكتبه الايام فى فنجانى ؟
ألن تتعلم أن تصنع قدرك ؟
و تنطلق من نقطة الصفر الى قمة الامانى
و تصعد سلم المجد
و تبرق رسالتك للدهر فى ثوان
و هكذا تمر الايام كئيبة ---
بريئة --- غريبة --- طويلة
و كل مرة يرافقنى فيها :
ألمى ؛ و قلمى ؛ و فنجانى
و تداعبنى نبرة صمتى و أحزانى
و يشجينى قسوة اللحن
الذى لم يتغن أبدااااا
و لم يُخلق لزمانى
أحاديث كثيرة --- طويلة --- غريبة
أحاديث المساء الرتيبة
تجرجر خلفها حروفى الهزيلة
و تسيطر بسطوتها على كلماتى القليلة
و تحدد اقامتها ---
و تلغى كينونتها ---
لتشاطرها لا شىء :
سوى " أنا "
" أنا " و فقط تلك الاحاديث المملة
و قراءات الطالع السخيفة
و همسات قلمى العالقة
ما بين الارض و السماء
و اليأس و الرجاء
التى تتوجس من البقاء
و تدعى أنها تابعة للمقادير
و تحترم فروق التوقيت
و كافة الظروف و القيم و المعايير
و لكنها تختلف كل الاختلاف
و لا يروق لها اى ائتلاف
و بينما أحادث فنجانى ---
فى كل ليلة تتغير المعانى
و تقل و تتلاشى الامانى
و أعلن توبتى عن الحب و قراءة الفنجان
و أقسم ألا تقاسمنى " الوحدة " ذاتى
و ألا أعود لتلك الليالى
و تلك الاحاديث ---
و ألا أقتبس قصائدى من الكوابيس
و أغير ملامح حياتى
و أتخلص من وحدنى و آهاتى
و لكن : رغما عنى أعود ---
فجاذبيتها بلا حدود
لقد أدمنتها ؛ و واعدتها على اللقاء
و فى كل ليلة أنتظرها كالبلهاء
و ان لم تأت يجن جنونى
لقد اعتدت على همسها وصخبها
رقتها --- و قسوتها
دماثتها --- و مجونها
رقيها --- و انحطاطها
رفقا بى : ايها الليالى
فقد أدمنتهاااا --- !!
أحاديث المساء الى فنجانى
لا يمر يوما الا و لعنتها ؛
و لكنى أبداااا لا و لم أملَّها --- !!

التوقيع : " ما بين العقل و الجنون خيط رفيع ---
 نعم  " أنا " ذلك الخيط "
بقلمى : // هبة الخولى //
؛؛؛؛؛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق